كيف تجعل الطاعة الواحدة يتضاعف ثوابها ويكثر فضلها !!
كيف تجعل الطاعة الواحدة يتضاعف ثوابها ويكثر فضلها !!
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد
كيف تجعل الطاعة الواحدة يتضاعف ثوابها ويكثر فضلها ؟!
أما اﻷصل فهو أن ينوي بها عبادة الله - تعالى - ﻻ غير ، فإن نوى الرياء صارت معصية .
وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة ، فيمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نية ثواب ؛ إذ كل واحدة حسنة ، ثم تضاعف كل حسنة بعشرة أمثالها ، ومثاله :
- القعود في المسجد :
فإنه طاعة ، ويمكن أن ينوي فيه نيات كثيرة حتى يصير من فضائل أعمال المتقين ويبلغ به درجات المقربين :
- أولها : أن يعتقد أنه بيت الله وأن داخله زائر الله .
- ثانيها : أن ينتظر الصﻼة بعد الصلاة فيكون في صلاة .
- ثالثها : الترهب بكف السمع والبصر واﻷعضاء عن الحركات والترددات .
- رابعها : عكوف الهم على الله ولزوم السر للفكر في اﻵخرة ، ودفع الشواغل الصارفة عنه باﻻعتزال إلى المسجد .
- خامسها : التجرد لذكر الله أو ﻻستماع ذكره وللتذكر به .
- سادسها : أن يقصد إفادة العلم بأمر بمعروف ونهي عن منكر ؛ إذ المسجد ﻻ يخلو عمن يسيء في صﻼته أو يتعاطى ما ﻻ يحل له ، فيأمره بالمعروف ويرشده إلى الدين فيكون شريكا معه في خيره الذي يعلم منه فتتضاعف خيراته .
- سابعها : أن يستفيد أخا في الله فإن ذلك غنيمة وذخيرة للدار اﻵخرة ، والمسجد معشش أهل الدين المحبين لله وفي الله .
- ثامنها : أن يترك الذنوب حياء من الله - تعالى - وحياء من أن يتعاطى في بيت الله ما يقتضي هتك الحرمة .
فهذا طريق تكثير النيات ، وقس به سائر الطاعات ، إذ ما من طاعة إﻻ وتحتمل نيات كثيرة ، وإنما تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب الخير وتشمره له ، فبهذا تزكو اﻷعمال وتتضاعف الحسنات .
هذا .. وفد امتنع جماعة من السلف من جملة الطاعات إذ لم تحضرهم النية وكانوا يقولون : ليس تحضرنا فيه نية ! .. لعلمهم أن النية روح العمل ، وأن العمل بغير نية صادقة رياء وتكلف وهو سبب مقت لا قرب ، وأن النية ليست مجرد قول : إني نويت !بل هو انبعاث القلب يجري مجرى الفتوح من الله تعالى ، فقد تتيسر في بعض الأوقات وقد تتعذر في بعضها ؛ من أجل ذلك كان أحدهم إذا سئل عملا من أعمال البر يقول : إن رزقني الله تعالى نية فعلت .!
للإمام أبي حامد الغزالي
بتصرف بسيط
وصدق الثوري حين قال :
كانوا يتعلمون النية للعمل كما تتعلمون العمل !!
يتبع إن شاء الله
مثال آخر :
فاستعمال الطيب مباح ولكن ﻻ بد فيه من نية. فإن قلت: فما الذي يمكن أن ينوي بالطيب وهو حظ من حظوظ النفس وكيف يتطيب لله؟
فاعلم أن من يتطيب مثﻼً يوم الجمعة وفي سائر اﻷوقات يتصور أن يقصد التنعم بلذات الدنيا، أو يقصد به إظهار التفاخر بكثرة المال ليحسده اﻷقران، أو يقصد به رياء الخلق ليقوم له الجاه في قلوبهم ويذكر بطيب الرائحة، أو ليتودد به إلى قلوب النساء اﻷجنبيات إذا كان مستحيلا للنظر إليهن، وﻷمور أخرى ﻻ تحصى. وكل هذا يجعل التطيب معصية فبذلك يكون أنتن من الجيفة في القيامة إﻻ القصد اﻷول وهو التلذذ والتنعم فإن ذلك ليس بمعصية إﻻ أنه يسأل عنه، ومن نوقش الحساب عذب، ومن أتى شيئاً من مباح الدنيا لم يعذب عليه في اﻵخرة ولكن ينقص من نعيم اﻵخرة له بقدره، وناهيك خسراناً بأن يستعجل ما يفنى ويخسر زيادة نعيم ﻻ يفنى. وأما النية الحسنة فإنه ينوي به :
- إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة،
- وينوي بذلك أيضاً تعظيم المسجد واحترام بيت الله فﻼ يرى أن يدخله زائراً لله إﻻ طيب الرائحة،
- وأن يقصد به ترويح جيرانه ليستريحوا في المسجد عند مجاورته بروائحه،
- وأن يقصد به دفع الروائح الكريهة عن نفسه التي تؤدي إلى إيذاء مخالطيه،
- وأن يقصد جسم باب الغيبة عن المغتابين إذا اغتابوه بالروائح الكريهة فيعصون الله بسببه، فمن تعرض للغيبة وهو قادر على اﻻحتراز منها فهو شريك في تلك المعصية .
يتبع إن شاء الله
فاستعمال الطيب مباح ولكن ﻻ بد فيه من نية. فإن قلت: فما الذي يمكن أن ينوي بالطيب وهو حظ من حظوظ النفس وكيف يتطيب لله؟
فاعلم أن من يتطيب مثﻼً يوم الجمعة وفي سائر اﻷوقات يتصور أن يقصد التنعم بلذات الدنيا، أو يقصد به إظهار التفاخر بكثرة المال ليحسده اﻷقران، أو يقصد به رياء الخلق ليقوم له الجاه في قلوبهم ويذكر بطيب الرائحة، أو ليتودد به إلى قلوب النساء اﻷجنبيات إذا كان مستحيلا للنظر إليهن، وﻷمور أخرى ﻻ تحصى. وكل هذا يجعل التطيب معصية فبذلك يكون أنتن من الجيفة في القيامة إﻻ القصد اﻷول وهو التلذذ والتنعم فإن ذلك ليس بمعصية إﻻ أنه يسأل عنه، ومن نوقش الحساب عذب، ومن أتى شيئاً من مباح الدنيا لم يعذب عليه في اﻵخرة ولكن ينقص من نعيم اﻵخرة له بقدره، وناهيك خسراناً بأن يستعجل ما يفنى ويخسر زيادة نعيم ﻻ يفنى. وأما النية الحسنة فإنه ينوي به :
- إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة،
- وينوي بذلك أيضاً تعظيم المسجد واحترام بيت الله فﻼ يرى أن يدخله زائراً لله إﻻ طيب الرائحة،
- وأن يقصد به ترويح جيرانه ليستريحوا في المسجد عند مجاورته بروائحه،
- وأن يقصد به دفع الروائح الكريهة عن نفسه التي تؤدي إلى إيذاء مخالطيه،
- وأن يقصد جسم باب الغيبة عن المغتابين إذا اغتابوه بالروائح الكريهة فيعصون الله بسببه، فمن تعرض للغيبة وهو قادر على اﻻحتراز منها فهو شريك في تلك المعصية .
يتبع إن شاء الله
[ لَوْ عَلِمتُمْ كَيْفَ يُدبّرُ اللهُ أمُورَكُمْ
لذابَتْ قلوبُكُم مِنْ مَحَبّتِهِ ]