وحتى نقرأه بأرواحنا .. !
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قبيل قراءة القرآن ..
وحتى نقرأه بأرواحنا !
أولا قبيل القراءة :
هنيئا في يدك المصحف يا صديقي،
أريد أن أتذاكر معك شيئا مهما قبل أن نشرع في القراءة ..
- في القرآن عشرات المواضع يمدح الله القرآن أنه من عنده سبحانه، كقول تعالى: تنزيل من رب العالمين،
تنزيل من حكيم حميد،
تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم،
تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم،
كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.
وفي هذا المواضع يصف نفسه بأوصاف الكمال. أنت مؤمن أن هذا القرآن من عند الله، لست عن هذا أحدثك !
أتحدث عن حضور هذا اليقين قبل أن تقرأ،واستدعاء هذه الشعور في نفسك،
أتحدث عن حضور أسماء الله وصفاته التي ذكرها الله مقرونة بتنزيل الكتاب مثﻼ:
حين تقرأ: تنزيل من الرحمن الرحيم ليس المعنى أن تعرف أنه من عند الله فقط كﻼ: بل لتعرف أنه من عند الله المتصف بصفات الرحمة التامة الكاملة الشاملة الرحمة التي تعم همومك وآﻻمك وروحك وعقلك وجسدك وكل ومضة زمن في حياتك لتعرف أن كل آية ستقرؤها هي رحمة تحفك تتنزل في حياتك، تمتد على ماضيك وحاضرك ومستقبلك لتقرآ الرحمة في كل حرف تقرؤه، وتراها في كل آية تتلوها، وتتلمسها في كل معاني الكتاب الرحمة التي تصلح حياتك وحياة أوﻻدك وأحبتك وأسرتك وأمتك سترى الرحمة في اﻷوامر والنواهي والقصص والمواعظ والتشريع حين يستقر هذا الشعور في ضمائرنا يصبح لقراءتنا معنى آخر، وتسري فينا روح جديدة، شغوفة بكل حرف تتلوه، شيء يتأبى على الحروف وصفه، أن تقرأ القرآن وأنت مكتظ اﻹيمان واليقين بأنه من أرحم الراحمين.
دعنا نتذاكر اسما آخر وآية آخر قول تبارك وتعالى: "قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي (يَعْلَمُ السِّرَّ) فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا" ..هذا الذي تقرأه أنزله العليم بأسرارك، أسرار وجعك وحزنك وخوفك ومرضك وقلقك أسرار بيتك وزوجتك وأطفالك أسرار فاقتك وحاجتك لمن يأخذ بيدك أسرار مشكﻼتك وتعقيدات حياتك، اﻷسرار التي تعصر قلبك ولم يبح بها قلب، ولم تهمس بها شفة.
اقرأ القرآن، وأنت تتشبث بهذا المعنى كلما قرأته إنه يعلم أسراري وأنزل الكتاب وهو يعلم أسراري يعلم ما سوف يختلج في قلبي وما سيحدث في حياتي يعلم أني سأقرأ القرآن وأنا محتاج إليه سيفيض علي من علوم هذا الكتاب ما يرحم به أسراري ..وهكذا ..
وقل مثل ذلك مع أسماء ربك اﻷخرى خذها اسما اسما وصفة صفة واعلم أن من آثار كل اسم منها هذا الكتاب العظيم اسأل نفسك قبل كل مرة تقرأ من الذي تكلم بهذا القرآن.
احشد في روحك تعظيم الله ومحبته وإجﻼله وقربه منك وحضور صفاته، ثم اقرأ..
د.عبدالله بلقاسم
[ لَوْ عَلِمتُمْ كَيْفَ يُدبّرُ اللهُ أمُورَكُمْلذابَتْ قلوبُكُم مِنْ مَحَبّتِهِ ]